| موضوع: قصائد امير الشعراء تميم البرغوثي الأحد نوفمبر 13, 2011 2:51 pm | |
| قصائد امير الشعراء تميم البرغوثي ذنوب الموت (قفي ساعة) قفي ساعـة يفديـك قولـي وقائلـه ولا تخذلي من بات والدهـر خاذلـه أنا عالِـم بالحـزن منـذ طفولتـي رفيقي فمـا أخطيـه حيـن أقابلـه وإن لـه كفّـا إذا مــا أراحـهـا على جبل مـا قـام بالكـف كاهلـه يقلِّبنـي رأسـا علـى عقـب بهـا كما أمسكت سـاقَ الوليـد قوابلُـه ويحملنـي كالصقـر يحمـل صيـده ويعلو به فـوق السحـاب يطاولـه فإن فر مـن مخلابـه طـاح هالكـا وإن ظل فـي مخلابـه فهـو آكلـه عزائي من الظـلاَّم إن مـت قبلهـم عموم المنايا ما لهـا مـن تجاملـه إذا أقصـد المـوتُ القتيـلَ فـإنـه كذلك ما ينجو مـن المـوت قاتلـه فنحن ذنوب المـوت وهـي كثيـرة وهم حسنات الموت حيـن تسائلـه يقوم بهـا يـوم الحسـاب مدافعـا يـرد بـهـا ذمـامـه ويجـادلـه ولكـن قتـلا فـي بـلادي كريمـة ستبقيـه مفقـود الجـواب يحاولـه ترى الطفل من تحت الجدار مناديـا أبي لا تخف – والموت يهطل وابله – ووالـده رعـبـا يشـيـر بكـفـه وتعجز عـن رد الرصـاص أناملـه على نشرة الأخبار فـي كـل ليلـة نرى موتنا تعلـو وتهـوي معاولـه لنا ينسج الأكفـانَ فـي كـل ليلـة لخمسين عامـا مـا تكـلُّ مغازلـه أرى الموت لا يرضى سوانا فريسـة كأنـا – لعمـري – أهلـه وقبائلـه وقتلى علـى شـط العـراق كأنهـم نقوش بساط دقَّـق الرسـمَ غازلُـه يصلـى عليـه ثـم يوطـأ بعدهـا ويحـرف عنـه عينـه متنـاولـه إذا مـا أضعنـا شامهـا وعراقهـا فتلك مـن البيـت الحـرام مداخلـه أرى الدهر لا يرضـى بنـا حلفـاءه ولسنـا مطيقيـه عـدوا نصاولـه فهل ثم من جيل سيقبـل أو مضـى يبادلـنـا أعمـارنـا ونـبـادلـه في العالم العربي تعيش كما قط ساكن تحت عربية عينيه ما تشوفش م الدنيا دي حاجة الا الجزم في العالم العربي تعيش كما بهلوان السيرك تحتك بهلوان دايس عليه وفوق دماغك بهلوان دايس عليك والكل واقف محترم في العالم العربي تعيش، مباراة بقى لها ألف عام لعيبة تجري يمين شمال والكورة طول الوقت في إدين الحكم في العالم العربي، تقول للبنت حبيتك وتبقى البنت بتحبك، وبتموت فيك تناولك بالألم في العالم العربي تعيش تشتم في طعم المية والطعمية والقهوة وروادها وفى مراتك وأولادها وحر وزحمة الأتوبيس وفي اللي بيعمله إبليس، وفي التفليس ولو سألوك تقول الحمد لله ربنا يديمها نعم في العالم العربي تعيش، كما دمعة في عيون الكريم المحنة تطردها يرجعها الكرم في العالم العربي تعيش تلميذ في حوش المدرسة من غير فطار عينه على الشارع وبيحيي العلم في العالم العربي تعيش، بتبص في الساعة وخايف نشرة الأخبار تفوت علشان تشوف ع الشاشة ناس في العالم العربي تموت معين الدمع معين الدمع لن يبقى معينا .... فمن اي المصائب تدمعينا زمان هون الاحرار منا .... فديتِ وحكم الانذال فينا ملأنا البر من قتلى كرام .... على غير الاهانةِ صابرينا كأنهمُ اتوا سوق المنايا .... فصاروا ينظرونَ وينتقونا لو ان الدهر يعرفُ حقَ قومٍ .... لقبل منهم اليدَ والجبينا عرفنا الدهرَ في حاليهِ .... حتى تعودناهُ ما شدا ولينا فما رد الرثاء لنا قتيلا .... ولا فك الرجاء لنا سجينا سنبحث عن شهيد في قماطٍ .... نبايعه امير المؤمنينا ونحمله على هام الرزايا .... لدهرٍ نشتهيهِ ويشتهينا فأن الحق مشتاق الى ان .... يرى بعض الجبابر ساجدينا في القدس مَرَرْنا عَلــى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها فَقُلْتُ لنفســي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُـسَرُّ ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها فإن سـرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمـونٍ عليها سـرُورُها متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها *** في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ.. رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ، قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاًمَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ! *** وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ في القدسِ كلًّ فتى سواكْ وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ *** يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ والقدس تعرف نفسها.. إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ فكلُّ شيء في المدينة ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ، فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ، تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها *** وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس، أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ، وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"، فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"، حتى إذا طال الخلافُ تقاسما فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ إن أرادَ دخولَها فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ *** في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ، باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَلتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى، فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم" وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!" في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ، كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها، والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ، فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ *** في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها الكل مرُّوا من هُنا فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ، فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها والقدس صارت خلفنا والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ، تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟ أَجُنِنْتْ؟ لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ في القدسِ من في القدسِ لكنْ لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت. امة في الغار أرى أمة في الغار بعد محمد *** تعود إليه حين يفدحها الأمر ألم تخرجي منه الى الملك آنفا *** كأنك أنتي الدهر لو أنصف الدهر فمالك تخشين السيوف ببابه *** كأم غزال فيه جمدها الذعر قد ارتجفت وابيض بالخوف وجهها *** وقد ثُبتت فاسود من ظلها الصخر يا أمتي يا ظبية في الغار ضاقت عن خطاها كل أقطار الممالك في بالها ليل المذابح والنجوم شهود زور في البروج في بالها دورية فيها جنود يضحكون بلا سبب وترى ظلالا للجنود على حجارة غارها فتظنهم جنا وتبكي انه الموت الأكيد ولا سبيل الى الهرب يا ظبيتي مهلا تعالي وانظري هذا فتى خرج الغداة ولم يصب في كفه حلوا يناديك اخرجي لا بأس يا هذي عليك من الخروج ولتذكري ايام كنتي طليقة تهدي خطاك النجم في عليائه والله يعرف من خلالك يا أمنا والموت أبله قرية يهذي ويسرق ما يطيب له من الثمر المبارك في سلالك ولأنه يا أم أبله فهو ليس بمنته من ألف عام عن قتالك حتى أتاك بحاملات الطائرات وفوقها جيش من البلهاء يسرق من حلالك ويظن أن بغزوة أو غزوتين سينتهي فرح الثمار على سلالك يا موتنا يهديك ربك من ظلالك يا أمنا يا ظبية في الغار ما حتم علينا أن نحب ظلامه إني رأيت الصبح يلبس زي أطفال المدارس حاملا أقلامه ويدور ما بين الشوارع باحثا عن شاعر يلقي اليه كلامه ليذيعه للكون في أفق تلون بالنداوة واللهب يا أمتي يا ظبية في الغار قومي وانظري .. الصبح تلميذ لأشعار العرب يا أمنا أنا لست أعمى عن كسور في الغزالة انها عرجاء ادري انها عشوااء ادري ان فيها كل أوجاع الزمان وانها مطرودة مجلودة من كل مملوك ومالك أدري ولكن لا أرى في كل هذا أي عذر لاعتزالك يا أمنا لا تفزعي من سطوة السلطان اية سطوة ما شئت ولي واعزلي لا يوجد السلطان الا في خيالك يا أمنا أدري بأن المرء قد يخشى المهالك لكن أذكركم فقط فتذكروا قد كان هذا كله من قبل واجتزنا به لا شيء من هذا يخيف ولا مفاجئة هنالك يا أمتي ارتبكي قليلا إنه أمر طبيعي وقومي إنه أمر طبيعي كذلك |
|